قال السناتور الجمهورى "جون مكين" اليوم
،الأحد، إن الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا يمكن أن تزيد الضغوط على
إدارة الرئيس باراك أوباما للتدخل فى سوريا، لكن الحكومة الأمريكية تواجه
تساؤلات صعبة بشأن كيف يمكنها المساعدة دون أن تتسبب فى تفاقم الصراع؟.
وبعد ساعات من قيام طائرات عسكرية إسرائيلية بقصف سوريا اليوم الأحد للمرة
الثانية خلال 48 ساعة، أعرب أعضاء بالكونجرس الأمريكى عن قلقهم بشأن الغموض
المستمر فى الشرق الأوسط، حيث تحتدم حرب أهلية فى سوريا منذ أكثر من
عامين.
وقال مكين إن أحدث ضربات جوية إسرائيلية، التى قال مصدر مخابرات غربى إنها
تستهدف صواريخ إيرانية متجهة إلى حزب الله اللبنانى، سوف تزيد الضغوط على
الإدارة للتحرك رغم إعلان أوباما أنه لا يعتزم إرسال قوات برية الى سوريا.
وأضاف مكين لقناة فوكس نيوز: "نحتاج إلى تغيير جذرى، مع عدم نشر جنود على
الأرض.. وإقامة منطقة أمنة وحمايتها وتزويد الأشخاص الذين يستحقون بالأسلحة
فى سوريا الذين يقاتلون بوضوح من أجل الأشياء التى نؤمن بها".
وأضاف "فى كل يوم يمر يزيد حزب الله نفوذه ويتدفق الأصوليون إلى سوريا وتزداد الأوضاع هشاشة".
وقال وزير الدفاع الأمريكى "تشاك هاجل" فى الأسبوع الماضى إن واشنطن تعيد
النظر فى معارضتها لتسليح مقاتلى المعارضة السورية. وحذر هاجل بقوله إن
تقديم أسلحة إلى القوات التى تقاتل الرئيس بشار الأسد هو مجرد خيار من
الخيارات، وينطوى على خطر أن تجد الأسلحة طريقها إلى أيدى متطرفين معادين
لأمريكا بين مقاتلى المعارضة.
وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما يوم السبت "إن من حق إسرائيل أن تأخذ
حذرها من نقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله لكن إدارته لم تقدم المزيد من
التعليقات بشأن الضربات الجوية".
وتقول الولايات المتحدة إن لديها "ثقة بدرجات متفاوتة" فى إن الحكومة
السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد شعبها وهو ما يمثل انتهاكا "لخط
أحمر" وضعه أوباما.
وتسعى الولايات المتحدة للحصول على مزيد من الأدلة لتحديد ما إذا كانت
الأسلحة الكيماوية استخدمت وكيف تم استخدامها؟. ويقول أوباما إن لديه عددا
من الخيارات الأخرى قيد البحث لكنه أوضح انه لا يتوقع إرسال قوات أمريكية
إلى سوريا بصرف النظر عما إذا كان قد تم بالفعل استخدام أسلحة كيماوية.
وتجنب أوباما مرارا التعرض لمسألة تدخل أمريكى عميق فى الصراع السورى الذى
اندلع فى عام 2011 وأسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص وتحويل 1.2 مليون آخرين
إلى لاجئين.
وقال "جوش ايرنست"، نائب المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين، على متن
طائرة الرئاسة الأمريكية اليوم الأحد، إن البيت الأبيض "روعته" التقارير
المتعلقة بإعدام أكثر من 100 شخص فى الثانى من مايو فى البيضا فى سوريا.
واقتحمت القوات الحكومية والميليشيات الموالية للأسد القرية الساحلية يوم
الخميس، وقالت جماعة مراقبة موالية للمعارضة إن الكثير من القتلى أعدموا
فيما يبدو رميا بالرصاص أو طعنا بالسكاكين.
وانتقد مكين أوباما بسبب عدم التدخل لمنع تلك المجزرة وعدم التحرك عندما تم انتهاك الخط الأحمر المتعلق بالأسلحة الكيماوية.
ووصف النائب الجمهورى "مايك روجرز"، رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب
الأمريكى، الموقف فى الشرق الأوسط بأنه "يتدهور يوما بعد يوم" بسبب تدفق
المقاتلين الأجانب على سوريا بأعداد كبيرة والذى يمكن أن يتجاوز عددهم عشرة
آلاف هذا العام.
وقال روجرز لقناة (سي.بى.إس) إن "حزب الله يحرك قوات الآن، قوات حزب الله
الممولة من إيران، عبر سوريا، وإنهم مشاركون فى القتال لحماية نظام الأسد"
مضيفا: "لديك جبهة النصرة وهى منظمة واجهة للقاعدة تظهر بالآلاف".
وأضاف إن جميع المقاتلين يحاولون وضع أيديهم على الأسلحة الكيماوية وغيرها
من الأسلحة التقليدية المتقدمة، إضافة إلى ذلك يواصل اللاجئون الفرار من
البلاد مما يهدد بتقويض استقرار المنطقة.
وقار روجرز "هذا أسوأ موقف أراه منذ وقت طويل وينطوى على احتمال التدهور".
وقال إن الولايات المتحدة فى حاجة إلى توفير قيادة من خلال تقديم معلومات
المخابرات والتدريب للمعارضة والعمل مع الجامعة العربية للمساعدة فى
استقرار الوضع فى سوريا.