أقلام ذهبية «
وجهة نظر
لاعب لا يلعب|ما بال "الدورتموند" الذي لا يخسر؟
التالي وجهة نظر | الكرة الإيطالية و مرحلةإعادة البناء
كتب | عبد الفتاح الراجي
12/04/2013 3:30:00 ص
لاعب لا يلعب فقرة تنطلق من إفتراض وجود شخصية خارج المستطيل حالها حال بقية الفاعلين باللعبة ، لتناقش و أياكم أهم الأحداث الرياضية على الساحة
هكذا تحدث الواقع على مسؤوليته ، وهكذا جرت الرياح بما لا تشتهيه سفن"الإسبان" ، حيث خرّب"الدورتموند" حفلتهم ، وأعلن من ألمانيا فشل خطة الاندية الاسبانية : 3-1 ، التي كان أحد أضلاعها"ملقا" الذي فعل كل شيء ، عدا الاستبسال في المحافظةعلى النتيجة في أخر أنفاس تلك المباراة المجنونة. لماذا وكيف استطاع العملاقالأصفر تحقيق ذلك ؟ هذا ماسنحاول مناقشته اليوم.
بالعلامة الكاملة"دورتموند" الى مربع الذهب .
بالفعل كانت أمسيةً مجنونة ،جديرةً بكونها سهرةً من سهرات دور الثمانية من المسابقة الأعرق و الأفضل لأندية الكرة بالعالم ،"ملقا" الذي دخل المباراةفي انتظار ما يكسب وليس ما"يخسر" ، فأنطبقت عليه المقولة الخالدة : "لا تحارب عدواً ليس لديه ما يخسر".
وهو الأمر الذي لم يدركه "الدورتموند" المنتشي بالحقيقة التي مفادها : من يدخل الى ملعب الموت "السيغنال إيدونا بارك" لا يخرج حياً،والتي أكدتها تجربة عملاق الإسبان "الريال" المريرة في وقت سابق ، غير أن ملقا لم يكن هو"الريال" ، و كما قلنا لم يكن لديه شيئ للخسارة . فكونه الوافد الجديد على الأبطال لأول مرة ، مسجلا وصوله لهذا الدور مقارنة بضعف الإمكانات ، كانت طبعامغامرة رابحة بالنسبة له .
على خلاف "الدورتموند" الذي لم يكن مستعداً للخروج من الباب الخلفي أبداً ، بل ولم يتكلف لإخفاء هذه الرغبة الى أخرأنفاس المباراة ، وبذل كل السبل لذلك ، و التي من بينها الزج بشاهين لدعم صلابة الوسط ضد الإفتكاك السريع للكرة ، ودعماً لزيادة تدويرها ، وبعيداً عن مناقشة الهدفين الرابحينفقد أبان اسود الفستفالين عن إستعداد تام لعيش كل السيناريوهات بما فيها ، مسلسل "قلب الخسارة".
واحد من ثلاثة : لهذه الأسباب لا يشتهي"الدورتموند" مواجهة البرشا.
مباشرة بعد اكتمال عقد المتأهلين الى دور الذهب من مسابقة دوري أبطال أوروبا ، أصبحت الإمكانيات و السيناريوهات أضيق ، فإما أن تكون مواجهة مباشرة بين الألمان و الإسبان بحالتيها ، و إما مواجهة الجيران كل على حدة بحالتها الواحدة الكلاسيكية و التي قد تفضي بقسمة عادلة داخل النهائي، ورغم كون الحسم في هذا الأمر يرجع لوعاء لا يعترف الا بالحظ ، فإن"الدورتموند" الذي لا يخسر بمقتضى معرفته القبلية بالبايرن و الريال اللذين جابههما هذا الموسم في مراحل متفاوتة ، فإنه قد لا يشتهي مواجهة البرشا لهذه الأسباب :
في كرة القدم معرفة الأشياء خير من جهلها : و الدورتموند لم يواجه برشلونة داخل مساره في الأبطال لهذه السنة.
الفرق الكبيرة تكشر عن أنيابها في الأدوار الحاسمة : عادة ما تكون أوجه الفرق الكبيرة مختلفة تماما عندما تبلغ المراحل المتقدمة ، خاصة برشلونة الذي إقترب من حسم الليغا ، و سيكون كامل الصفوف في إنتظار أي فريق تضعه القرعة معه .
برشلونة بدأ في إستعادة ذاكرة البطل : بعد إنتفاضته أمام الميلان ، وقتاله الشرس مع أمراء باريس ، لن يكون من المستحيل بل منالمتوقع أن يشحذ البرشا كلقواه خاصة في وجود نجم إسمه ميسي لبلوغ النهائي الحلم.
على أي ربما لا ينقص أي من الأسباب الماضية من قيمة الدورتموند الذي لايخسر ، حتى وإن أتينا بالحديث على ما أثير حول صحة أهدافه أمام ملقا ،غير أنه كيف ما كان الحال فإن وصول فريقين من ألمانيا و إسبانيا لم يكن محل صدفة ، بل دليل على أن الدور لن يتحمل أي من التحليلات في ظل وجود لغة لا تعترف بالأقلام بل بلغة الأقدام.